الحرف الرابع في الأبجدية، وكما لو أنه وقبل حرف الجيم الذي يأتي غالبا اشارة للوصول إلى إجابة، كنا في خانة سابقة مع الأسئلة والنداء والتمهيد والبحث، نقف مثل حرف الألف، ونبدأ بخطوة ركضنا وشغفنا من مربع حرف الباء، عند التاء تستمر رحلتنا وحكايتنا، حتى نظهر للعلن ونكون في القمة نبصر العالم ويبصرنا عند مربع الثبات والثقة في حرف الثاء.

من المشوار الأول في الكتابة، على السطر في صفوف المدرسة، كانت الفكرة الأساسية تعلم الانضباط والتوصيل بين النقاط حتى يتخلق الحرف الأول، تكبر وتصير كلمة، تعيش إلى أن تكتمل الجملة الأولى، من هناك بدأنا في اليقين أنه لاحقا سيصير لنا حظ فريد بابتكار نمط حديث في الكلام. الخطوط والزوايا ألهمتنا أن كل حرف شكل هندسي، خطواتنا وعثراتنا ومحاولاتنا علمتنا كيف أن أول كلمة كتبها الإنسان لم تكن منطوقة باللسان أو مكتوبة باليد. إنها أول تجربة في المشي. وهكذا عرفنا كيف نصنع قالب "الكتابة الهندسية"، نعترف بالمساحات والفراغ وفن التعبئة، كل ورقة هي قطعة أرض، كل نص وقصيدة هو مخطط وبناء لاحتواء فكرة، إننا نصنع الأوطان

لا نثق بالحدود ولكن نحترم ضرورة وجودها، لا نحاول تزوير الوجه وننصهر في تركيب الجوهر. نأخذ الفكرة ونعمل على إذابتها حتى تكون على قياس الرغبة، ونلاحظ عندما لا يكون بحوزة شريكنا فكرة أن نهبه قصة يمكنه أن يرويها ويعيش لاستدامتها. نكتب على طريقة الإنسان الذي خطر بباله أن يخفف من وحدته وأستعان بالكلام، شيد المكان والوجهة حيث يرتد الصدى، ولم يعد بمقدوره أن يحس بأنه معزول عن العالم، إننا نتكفل بصناعة الحميمية والانسجام في اللحظة والمحيط والحياة

إننا ضد القوالب والأشكال الجاهزة، لا نبدأ من النتيجة أو حيث انتهى الآخرين، ندخل في التحدي الذي صنعه الإنسان الأول، ومن نقطة البداية وقبل أن يكون في الحظ تعرجات، ويوم كانت الحياة مجرد خط مستقيم، من هناك نوظف أنفسنا لصالح بناء الزوايا، نصنع هذا التمرد ونرسم تجربة الهجاء البدائية. نعتمد فلسفة التعامل بحدة وشمولية، لا نبتكر البداية وحسب، إننا نصنع نقطة الإغلاق. "القفلة" تخصصنا كما لو أننا في لعبة "ضومنة"، ٢٨ قطعة بعدد الحروف الهجائية، ١٧٣ نقطة تشكل وجهنا ولوحتنا وتهبنا كثافة في الخيارات والتنوع

وبينما تفرغ الناس للإنصات والتلصص، كنا نخوض معركتنا مع الأصل، ننحت في العمق ونفرض عدد هائل من الأسئلة بخصوص الخطوط والزوايا والشكل، نبحث عن جمل شاعرية ولغة متفردة، نحفر تحت الكلمات حيث تختبئ الفكرة مثل الجذور. هكذا نتكئ على مفهوم مواز لعمليات المراقبة والتقصي، نمسح ونلاحظ كل التفاصيل ونكون عين الكاميرا، وبعد أن نمحو كل شيء يكون صار التوقيت المناسب للشروع في العمل، نكتب ونبتكر ونرسم ونخطط ونحدد الوجهة وطريقة الوصول. واليوم نقدم أنفسنا خبراء في قراءة الإلهام وكتابة الدهشة

اخترنا الميل إلى الحرفة الملموسة، من ثلاثة أضلاع نبني المربع، لدينا صلة فن بدافنشي مبتدع الأبعاد الثلاثية، الطول طالما كان يخص السفر والركض نحو الهدف والمستقبل والضوء المؤكد في نهاية النفق، العرض مصنوع من أجل الرحابة والاتساع ومدى النداء في حنجرة القصيدة، ثم كان الارتفاع للدعاء والاستقامة ورفرفة الطموح. يبصرنا كل من يصادفنا من الجانب الذي يحبه، ونتعدد حتى نكون مكعب "روبيك" السحري

لأن كلمة السر الخاصة بنا هي: ثم، نعرف المغزى من: وماذا بعد؟ ونرتب لسلسلة: كيف يحدث؟ ونعيش ونكبر بداخل سحر: هذا ما كنا ننتظره ونخطط له، ونراهن على أنه في زحام الكلمات والقصائد والإعلانات والقصص والحكايات وحتى الثرثرة أن لنا مساحة محجوزة لإبداعنا

ثاء"، متخصصون في صناعة المحتوى وابتكار القوالب الذكية وبناء الهوية، نقدم نموذج فريد بالاعتماد على براعة الفكرة وقوة اللغة، نغيّر في الأشكال ونمهد لمسارات عالية الجاذبية، ونخضع التجارب لمعايير القياس والجودة والتأثير. ثابتون وبارعون في الالتقاط وسرد القصة، توثيق اللحظة وترجمة الأهداف إلى خطوات عملية، صياغة المشاريع وبناء الحملات، تحويل الخطط إلى منتجات من خلال الكلمة، إننا نكتب في كافة المجالات وبمختلف الأشكال

نبحث، نتأمل، نتقمص، نكتشف، نصنع"، هكذا نحقق هدف العميل بطريقة تلائم تمامًا ما يخطر في ذهنه. إننا ببساطة نملك الوصفة لتكون الأفكار مرئية وملموسة وتعيش في عالم الماديات بأناقة. أبجديتنا هي ثقتنا، لذلك نعتمد فلسفة "الممكن"، بحيث نغطي بحرفية "أي شيء" بالمعنى الحرفي لكل ما تستوعبه الكتابة. نتخطى، ونتباهى باختلافنا في خلق منتجات تعبر بوضوح ودقة عن احتياجات العملاء، نقلص الانتظار والمحاولات بما يوفر من أول مرة المنتج المثالي.